وذلك
بالثناء على الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وربوبيته ونعمه ودعاء مسألة في
آخرها عند قوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] إلى آخرها فأنت تدعو الله في كل
ركعة من صلاتك أن يهديك الصراط المستقيم لماذا؟ لأنك تعيش في هذه الدنيا بين طرق
شتى ﴿طَرَآئِقَ قِدَدٗا﴾
[الجن: 11] طرق متشعبة وأهواء متراكمة وضلالات كثيرة وفتن عظيمة فأنت بحاجة إلى أن
تعرف الطريق الذي تسير عليه إلى الجنة خشية أن تأخذك الطرق والشبهات والشهوات
والأهواء فتذهب إلى النار لأن طريق الجنة واحد وهو صراط الله الصراط المستقيم وطرق
النار كثيرة لا حصر لها ولهذا أمرنا الله أن ندعوه أن يهدينا بمعنى يدلنا ويرشدنا
ويثبتنا على الصراط المستقيم والمستقيم هو المعتدل الذي لا ميلان فيه ولا ظلمة فيه
بل هو طريق نير وطريق مستقيم ليس فيه متاهة وليس فيه خطر، طريق مُؤَمِّنٌ يؤدي إلى
الجنة أما غيره من الطرق فهي طرق إلى النار وهي طرق كثيرة ولما أنزل الله جل وعلا
قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ
تَتَّقُونَ﴾
[الأنعام: 153] وضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمثال المحسوس، فخط على
الأرض خطًا مستقيمًا وخط عن يمينه وشماله خطوطًا كثيرةً، فقال للخط المستقيم هذا
صراط الله وقال للخطوط الكثيرة عن يمينه وشماله: وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان
يدعو إليه. مثال واضح يا عباد الله، وصراط الله هو الإسلام وقيل الرسول وقيل
القرآن والكل حق فإن الإسلام طريق إلى الله والرسول دال على الله ومبلغ عن الله
فمن اتبعه وصل إلى الجنة والقرآن أيضًا طريق إلى الله لأنه يبين الحق والباطل
أمامك ويكشف لك الحفر والمهالك ويبين لك المسالك الآمنة بين يديك، فهو صراط
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد