وأَحَرُّ من الجمر، يمر الناس عليه كلهم، كل البرايا تمر على هذا الصراط
المؤمنون والكفار والمنافقون، ولا ينجو إلا أهل التقوى وأهل الإيمان، فمن وفقه
الله لسلوك الصراط المستقيم في الدنيا وفقه الله لسلوك الصراط المنصوب على متن
جهنم في الآخرة حتى ينتهي إلى الجنة فاتقوا الله عباد الله ولا تسيروا على أهل
الضلال ومع المغضوب عليهم لا تسيروا على طريق اليهود والنصارى، وإذا كان هذا شأن
أهل الكتاب فكيف بالسير خلف الوثنين والملحدين الذين لا دين لهم فأنتم في خطر عظيم
في هذه الدنيا وبين فرق كثيرة فرق ضالة كافرة ملحدة حتى مع الأسف معهم بعض أبناء
المسلمين ويعيشون في بلاد المسلمين ويدعوننا إلى أن نأخذ طريق اليهود والنصارى
ويسمون هذا بالتقدم والحضارة والرقي ويصفون الصراط المستقيم بالجمود والتأخر
والرجعية فاحذروا من هذا يا عباد الله فإن على صراط الدنيا كلاليب تخطف من مر عليه
من الشهوات والشبهات ودعاة الضلال وفي الصراط في الآخرة كلاليب تخطف من مر عليه
ممن أُمِرَتْ بخطفه فتلقيه في جهنم، فاتقوا الله يا عباد الله اسلكوا الصراط
المستقيم في الدنيا واسألوا الله الهداية له والثبات عليه من أجل أن تسلكوا الصراط
المنصوب على متن جهنم فإنكم لا تمرون عليه إلا بما قدمتم في هذه الدنيا من الأعمال
الصالحة وتقوى الله سبحانه وتعالى.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد