×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

هذه الدنيا كما تعلمون مختلطة بالفتن والشبهات والشهوات ودعاة الضلال وإن كان هناك حق وهناك دعاة حق لكن الفتنة عظيمة فأنت بحاجة إلى أن تدعو الله أن يهديك إلى الطريق المستقيم الذي ليس فيه انحراف، الطريق المُؤَمِّن الذي إذا سلكته لا تخشى من قطاع الطريق طريق آمن يؤدي بك إلى الغرض المطلوب وهو رضا الله والجنة، أنت بحاجة إلى أن تسأل الله أن يهديك ويدلك ويثبتك ويعرفك بهذا الصراط حتى تسير إليه إلى الله جل وعلا والدار الآخرة، فإنك إن خرجت عنه يمنةً أو يسرةً فإنك هالك هذا صراط في الدنيا وهناك صراط في الآخرة، وهو الجسر المضروب على متن جهنم يمر الناس عليه يوم القيامة على قدر أعمالهم، قال تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢ [مريم: 71- 72]، أي في جهنم لأن الله قال قبلها: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا [مريم: 68] إلى قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ [مريم: 71] وهو المرور على الصراط ﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢ [مريم: 71، 72] يمر الناس على هذا الصراط على قدر إيمانهم، فمنهم من يمر كالبرق الخاطف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوًا على قدميه ومنهم من يمشي مشيًا ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يُخْطَفُ ويُلْقَى في جهنم، على قدر إيمانهم وأعمالهم لا أحد ينجو إلا أهل التقوى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا [مريم: 72] فاحذر يا عبد الله أن تكون مع الظالمين الذين يسقطون ويتساقطون عن هذا الصراط على جهنم، وهذا الصراط جسر ولا تظن أنه جسر واسع لا، هذا الصراط أَحَدٌّ من السيف حاد دقيق، أحد من السيف 


الشرح