﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89] ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة: 217] فهذا شيء بينه الله لنا من أخلاق الكفار وهم عليه دائمًا وأبدًا لا يتحولون عنه إلى أن تقوم الساعة إلا من أسلم منهم أو استسلم، ولكن العجب أن يقوم بهذه الدعوة إلى تغيير الفطرة وتحول الرجال إلى صفات النساء وأخلاق النساء وأعمال النساء وتحول النساء إلى أعمال الرجال وصفات الرجال، كما أنه يدعو إلى هذا فئة منا من رجالنا ونسائنا من المنافقين والمنافقات الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف هذا هو العجب أن يكون أعداؤنا منا ومن أبنائنا كما قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن هناك دعاةً على أبواب جهنم قيل: صفهم لنا يا رسول الله. قال: «هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1])، إن هؤلاء يريدون أن يتحول كل من الجنسين إلى صفة الآخر لأجل أن يتدمر المجتمع ولأجل أن نلحق بركب الكفار ولا نتميز عنهم ونفقد هذه النعمة العظيمة إنها بلية كبيرة، وقد لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال لأجل أن يبقى كل على ميزته وعلى طبيعته وعلى عمله حتى يتكامل بناء المجتمع وتتم المصالح وتصان الأعراض إنهم يريدون أن يدمروا المرأة وأن يخرجوها عن عملها الخاص بها واللائق بها وأن يحولوها من صفاتها صفات الأنوثة والحياء والعفة إلى صفات الرجال وعدم الحياء وعدم العفة يريدون أن يخرجوها من بيتها وأسرتها وأن يخرجوا بها يزجوا بها في الأعمال التي لا تليق بها، ولما رأوا أن الشريعة وضعت لها ضوابط وحدودًا تتمشى عليها أرادوا أن يزيلوا هذه الحدود وهذه الضوابط
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد