بالله عز وجل أو ينتهي إلى أن الحاسد يعيش في
نكد وفي كمد؛ لأنه يرى نعم الله تنزل على عباده وهو لا يريد ذلك ويكره ذلك فلا
يزال يرى النعم تنزل على عباد الله وهو يتألم ويتحسر فيعيش في كبد ونكد ونغص من
العيش، هذه حياة الحاسد ولن يضر إلا نفسه.
وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإضرار بالمؤمنين من ذلك النجش في البيع والنجش معناه أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها وإنما يريد أن يرفع قيمتها على الآخرين لينفع البائع بزعمه أو ليضر المشتري إذا كان عدوًا له فهذا هو النجش الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز للإنسان أن يزيد في السلعة إلا إذا كان يريد شراءها ولا تزال المزايدة مفتوحةً أما إذا انتهت المزايدة وأراد أن يبيع على آخر وانتهى السوم، فلا يجوز لأحد أن يتقدم إليه أو يقول اصبر أنا آخذها منك بكذا، قال صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ يَسُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ»» ([1])، يعني إذا انتهى السوم وانتهت المزايدة وأراد البائع أن يبيعها على آخر واحد فلا يجوز لأحد أن يتقدم ويطلب منه أن يبيعها عليه بدلاً من هذا الأخير فإن هذا من الحسد وهذا من الإضرار بالمسلمين وكذلك ما يتعامل به أهل المعارض وأهل المحلات والحراج أنهم يتفقون ويكونون شركةً فإذا عرضت السلعة من الجالب فإنهم يتواصلون ألا يسومها أحد منهم ولا سومها لأنهم ليس لهم بها رغبة بيعت برخص على السائم الواحد وهم يشتركون في قيمتها وهذا الواحد منهم اتفقوا على أن يسومها وهم يسكتون ثم تباع برخص ويتضرر البائع ويتقاسمون فائدة هذه السلعة فهذا من النجش والإضرار بالبائع فلا يجوز الإضرار بالمسلمين في أسواقهم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2577)، ومسلم رقم (1408).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد