برفع الأسعار عليهم من غير حقيقة أو تخفيض الأسعار من غير حقيقة فلابد أن
يكون البيع والشراء في أسواق المسلمين على النصيحة وعلى الصدق والوفاء.
«وَلاَ تَبَاغَضُوا» أي لا تتعاطوا أسباب البغض
تجنبوا الأسباب التي تبغض بعضكم إلى بعض وإن قُدِّر إنه يقع شيء بسبب البغض فعليكم
بعلاجه والمبادرة بعلاجه ولا تتركوا أسباب البغض تفعل فعلها فيحصل بذلك الضرر على
المبغوض عليه وهو من إخوانكم الباغض من إخوانكم والمبغوض عليه من إخوانكم، فبادروا
بتسوية هذا البغض وتهدئة الباغض حتى يزول عنه بغضه حتى لا تثور الثائرة بين
المسلمين «وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا»، يعني لا تتقاطعوا وكل
واحد منكم يعرض عن الآخر ويوليه ظهره ولا يقابله بما يليق من الأخوة حتى ولو كان
في نفسه شيء فهو أخوك المسلم فعليك بالمصالحة معه والتسامح ولو كان في نفسك عليه
شيء فإن في ذلك أجرًا عظيمًا وثوابًا جزيلاً لمن كظم غيظه وعفه عن أخيه وسوى ما
بينهما من النزاع، أما التدابر والتقاطع فلا يليق بالمسلمين ولا يليق بالمؤمنين،
قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ
ثَلاَثِ يَتَقَابَلان فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي
يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ» ([1])، فإذا كان بينك وبين أخيك شحناء أو شيء من سوء التفاهم وتجد في نفسك حقدًا
عليه فالواجب أن تصلح ما بينك وبينه فإن كان ولابد أن تعرض فخلال ثلاثة أيام فقط
حتى يذهب ما في نفسك ثم بعد ذلك تعود على أخيك وتعود الأخوة بينكما.
«وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ»، بمعنى أن أحدًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5727)، ومسلم رقم (2560).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد