إذا اشترى سلعة فإنك لا تذهب إليه وتقول أنت
مغبون في هذه السلعة افسخ البيع وأنا أعطيك أحسن منها وأرخص منها فهذا بيع على بيع
أخيك خصوصًا إذا كان البيع فيه خيار وحتى لو لم يكن فيه خيار لا تدخل على أخيك
الغبن والندامة بل ادع له بالبركة ولو كنت ترى أنه مغبون، ادع له بالبركة لأن هذا
شيء قد انتهى وهو لم يستشرك فطمئنه وادع له بالبركة ولو كنت ترى أنه مغبون، فكيف
إذا كان له فرصة في فسخ البيع فتذهب إليه وتفسد العقد بينه وبين أخيك وتقول له أنا
أبيع عليك بدلاً من بيعه أبيع عليك أرخص أو أحسن فهذا أمر لا يجوز «وَلاَ
يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ».
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا»، وكونوا عباد الله إخوانا بمعنى أنكم تنفذون صفات المؤمنين وصفات عباد الله من المحبة والتناصح والبر بينكم والنصيحة فيما بينكم كونوا إخوانًا لا ترضى لأخيك إلا ما ترضى لنفسك، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([1])، تعتبره كنفسك كما أنك تحب الخير لنفسك فإنك تحبه لأخيك لأن المؤمنين نفس واحدة وجسد واحد وبنيان واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فهو كنفسك فكما لا ترضى لنفسك الضرر فلا ترضي الضرر لأخيك لأنك إذا رضيته لأخيك فقد رضيته لنفسك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد