يغضضن أبصارهن، وأن يحفظن فروجهن، وألا يبدين
زينتهن إلا لمحارمهن أو للنساء، فهذه آية عظيمة أو هاتان آيتان عظيمتان يشتملان
على معالجة أخطر شيء على الإنسان وهو البصر والفروج، والأصل أن الله أمر بحفظ
الفروج ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ
لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ﴾ [المعارج: 29] يحفظونها عن الزنا ويسترونها باللباس عن النظر إليها فهم
يحفظون فروجهم، ولما كان النظر وسيلةً إلى الوقوع في الفاحشة أمر الله المؤمنين
والمؤمنات بغضه عن الفتن، وذلك بألا ينظر المؤمن إلى ما فيه فتنة سواء فتنة
الشهوات أو الفتنة في الدنيا وزينتها، فإن المؤمن ينظر فيما ينفعه في دينه ودنياه
ويكف بصره عما يضره في دينه ودنياه؛ لأن البصر نعمة من الله سبحانه وتعالى إذا
استعملها الإنسان فيما ينفعه استفاد منها فائدةً عظيمةً، وإذا استعملها فيما يضره
فإنها تهلكه وتوقعه في الفاحشة، كما قال الشاعر:
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من
مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت بقلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
والنظر سهم مسموم من
سهام إبليس وهذا السهم المسموم إنما يصيب قلب الناظر، يرجع إلى قلبه فيصيبه
بالفتنة والعياذ بالله فعلى المسلم أن يحذر من بصره، وألا يستعمله إلا فيما فيه
فائدة، وأن يغضه عما ليس له فيه فائدة فإنه يجر عليه وبالاً إذا لم يحافظ عليه
خصوصًا في أيام الفتن، فإنه يتعين على المسلم أن يحافظ على بصره وأن يغضه عما حرم
الله، وكل ما اشتدت الفتنة يجب أن يشتد الحذر ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ
وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ﴾ [النور: 30] يحفظوها من أن تنتهك بالحرام والفاحشة ويحفظوها كذلك من
الانكشاف، فلا يجوز للمسلم أن يكشف عورته، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد