قَدۡ
أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ
ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 26] ﴿قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ
لِبَاسٗا﴾ خلق الله لنا اللباس ويسره لنا لماذا؟﴿وَلِبَاسُ
ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ﴾ يعني يستر عوراتكم ﴿و
وَرِيشٗاۖ﴾يعني زينةً للهيئة. فاللباس فيه فائدتان الفائدة الأولى: العظمى أنه يستر
العورة والفائدة الثانية: أنه يجمل الهيئة الريش معناه الزينة ثم نبه على لباس
أعظم وهو لباس التقوى ﴿وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ
ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ﴾ [الأعراف: 26] بأن يتقي العبد ربه بفعل أوامره ويجتنب نواهيه، فهذا اللباس
أهم من اللباس الحسي وإن كان اللباس الحسي لابد منه، لكن لا يقتصر المسلم عليه بل
عليه أن يتخذ أيضًا لباس التقوى ﴿وَلِبَاسُ
ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ﴾ ولهذا يقول الشاعر:
إذا المرء لم يلبس لباسًا من التقى *** تقلب
عريانًا وإن كان كاسيًا
﴿وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ
ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ﴾ [النور: 30] ذكر الله الفائدة من غض البصر وحفظ الفرج وأنها فائدة عظيمة،
وهي حصول الزكاة -يعني الطهارة- ﴿ذَٰلِكَ
أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ﴾ أي أطهر لنفوسهم وأطهر لأخلاقهم ولأعراضهم، الطهارة مطلوبة للمسلم،
الطهارة المعنوية والطهارة الحسية فالمؤمن طاهر؛ طاهر بنفسه وعرضه وطاهر ببدنه
طاهر بكل أنواع الطهارة ﴿ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ
لَهُمۡۚ﴾ فالذي يطلب الطهارة لعرضه ولنفسه ولدينه عليه بهاتين الخصلتين غض البصر
وحفظ الفرج وأيضًا غض البصر يورث نورًا في القلب وقوةً في الإيمان وإطلاق النظر
يورث فتنة في القلب وعمى في البصيرة، ثم قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ﴾ [النور: 30]، فالله جل وعلا مطلع على هذا الإنسان وعلى صنيعه لا يخفى عليه
شيء فإذا غض بصره فإن الله يعلم ذلك، وسيمنحه الزكاة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد