×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

﴿ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ وإذا خان بصره فإن الله جل وعلا يجازيه بالشر والفتنة والوقوع في الفتنة وفي النهاية بالعذاب الأليم، ولهذا قال تعالى: ﴿يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ [غافر: 19] وخائنة الأعين هي التي تسرق النظر إلى الحرام إذا رأى الناس ينظرون إليه كف بصره، وإذا رأى الناس غافلين عنه فإنه ينظر إلى ما حرم الله هذه خيانة؛ خيانة لله جل وعلا خيانة بصرية: ﴿يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ [غافر: 19] فعلى المسلم أن يغض بصره دائمًا وأبدًا؛ خوفًا من الله لا خوفًا من الناس، ثم قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ [النور: 31]، أفرد المؤمنات بأمر خاص بهن ولم يقل قل للمؤمنين والمؤمنات وإنما أفرد كلا من النوعين بأمر خاص به مما يدل على أهمية هذا الأمر العظيم ﴿يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ [النور: 31] فلا يجوز للمرأة أن تنظر إلى ما حرم الله لا تنظر إلى الرجال نظر شهوة فإن هذا حرام عليها ولا تنظر أيضًا إلى النساء نظر شهوة فإن نظر المرأة إلى المرأة نظر الشهوة يسبب الفتنة، وكم نسمع مما يجري في مدارس البنات الآن من العشق والغرام فيما بينهن وتعلق قلوب بعضهن ببعض بسبب النظر المحرم فعلى المرأة وعلى الشابة خصوصًا أن تغض بصرها فلا تنظر إلى الرجال بشهوة ولا تنظر إلى النساء بشهوة ولا تتساهل في هذا وأن تحفظ فرجها إلا على زوجها ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٢٩ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٣٠ [المعارج: 29، 30]، فالرجل لا يحل له أن يستمتع إلا بزوجته أو ما ملكت يمينه من الإماء المملوكات، والمرأة لا يحل لها أن تمكن الرجل من الاستمتاع بها إلا لزوجها أو لسيدها الذي يملكها ملك اليمين، ثم أمرهن بأمر ثالث وهو الحجاب، فقال جل وعلا: 


الشرح