﴿وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ﴾ [النور: 31] إلى آخر الآية فالحجاب يمنع نظر الرجال إليها وتكون في مأمن من الفتنة في نفسها وأيضًا الرجال يأمنون من الافتنان بها فالحجاب أمره عظيم ولهذا يحاول الآن أعداء الله ورسوله من الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض يحاولون نزع الحجاب ويدعون إلى السفور لأنهم يعلمون ما في كشف الحجاب من الفتن فهم يحاولون ذلك بكل ما أوتوا من إمكانيات فلا يجوز للمرأة أن تبدي وجهها وكفيها وسائر بدنها بل لا تبدي حليها وما عليها من لباس الزينة إلا لزوجها ومحارمها أو للنساء اللاتي هن مثلها أما أنها تظهر متبرجة أمام الرجال في المكاتب في الشوارع وفي الأسواق حتى في المساجد المرأة مأمورة بألا تتزين ولا تتطيب إذا خرجت إلى المسجد ولا تختلط بالرجال وإنما تكون على حدة «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلاَتٍ» ([1])، يعني غير متزينات وغير متطيبات والله جل وعلا قال لنساء نبيه اللاتي هن أطهر نساء العالمين قال لهن: ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [الأحزاب: 33] وهذا أمر لجميع نساء المؤمنين أن يقتدين بأمهات المؤمنين، فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا الأمر الخطر؛ لأننا الآن في زمان فتنة وفي زمان شر إلا من رحم الله سبحانه وتعالى مهددون بالأعداء من الكفار والمنافقين، والذين في قلوبهم مرض، مهددون بهم فهم يدعون إلى النار﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ﴾ [البقرة: 221] والجنة لا تنال بالتمني، وإنما تنال بالصبر والثبات على الدين والعمل الصالح، وأما أعداء الله
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (567)، وأحمد رقم (5471)، وابن خزيمة رقم (1684).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد