×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

من الكفار والمنافقين، والذين في قلوبهم مرض فإنهم يدعون إلى النار بمعنى أنهم يدعون إلى ما يوصل إلى النار، ومن ذلك أنهم يأمرون بالسفور ويأمرون النساء بالتمرد على أحكام الله ورسوله، ويطالبون لهن بالحرية، بمعنى الحرية من الشرع والانحلال من الدين، هذه هي الحرية عندهم مع أن هذا غاية الذل والعبودية فإنهن يصبحن أسيرات لأعدائهن وهذه هي الذلة والعبودية، عبودية الشهوات التي لا يخلص الإنسان منها إلا بالإيمان والاعتصام بالله سبحانه وتعالى فالالتزام بشرع الله هو الحرية التي تجعل الإنسان حرًا نقيًا شريفًا نزيهًا لا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى أما إذا أفلتت يده من طاعة الله فإنه يصبح عبدًا لكل شيطان ويصبح عبدًا لكل شهوة ويصبح عبدًا لنفسه وشهواته فتتنازعه أرباب كثيرة بدل أن كان عبدًا لله وحده صار عبدًا لكل شيطان مريد، كما قال ابن القيم رحمه الله:

هربوا من الرق الذي خلقوا له *** فبلوا برق النفس والشيطان

ولما كان الإنسان عرضةً للخطأ ختم الله هذه الآية العظيمة بقوله: ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [النور: 31] من الرجال والنساء توبوا إلى الله مما يقع منكم من خلل وخطأ، فإن الله يتوب على من تاب.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

***


الشرح