الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَنْقُرُ رَأْسَهُ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ
الَّذِي كُنْتَ تَبْخَلُ بِهِ» ([1])، ولا يزال كذلك مطوقًا بهذا الثعبان يلدغه مرةً بعد مرة ويفرغ فيه من السم
المؤلم شديد الألم تعذيبًا له في قبره والعياذ بالله هذا عذابًا في القبر.
أما عذابه في الآخرة فهو كما سمعتم: ﴿يَوۡمَ
يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ
وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ﴾ [التوبة: 35] إذًا مانع
الزكاة له عذاب في الدنيا، وعذاب في القبر وعذاب في الآخرة والعياذ بالله، وأما إن
كانت أمواله من المواشي من الإبل والبقر والغنم، فإنه يبطح لها يوم القيامة في قاع
قرقر فتمر عليه تطأه بأظلافها وتنهشه بأنيابها، كلما مر عليه آخرها رد عليه أولها
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار
والعياذ بالله.
هذا عذاب الذين يمنعون الزكاة في الدنيا وفي القبر وفي يوم القيامة فماذا يصنع أرباب الملايين والمليارات والأرصدة الضخمة الذين لا يؤدون زكاتها وإن زكوا فإنهم يدفعون قسطًا قليلاً وبقية الزكاة تبقى في أموالهم وفي ذممهم يواجهون رب العالمين يوم القيامة فينالون هذا الجزاء الرادع فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم حاسبوا أنفسكم فقد أعطاكم الله من الأموال الشيء الكثير وطلب منكم الشيء اليسير الذي هو من مصلحتكم ومصلحة أموالكم وفي الحديث: «مَا مَنَع قَوْمٌ الزَّكَاة إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» ([2])،
([1]) أخرجه: الطبراني في « الكبير » رقم (9123) من قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد