أرأيتم يا عباد الله لو أن أصحاب هذه الأموال
المقدرة بالملايين والمليارات والأرصدة الضخمة أخرجوا زكاة أموالهم، هل يبقى في
المسلمين فقير ومحتاج؟ إنها مبالغ عظيمة تسد حاجة المسلمين لو أنها أخرجت على
الوجه الشرعي فنحن نرى تضخم الأموال ولا نرى للزكاة ذكرًا أو أثرًا في مجتمع
المسلمين إلا ما شاء الله فأين الزكاة؟ أين الحق الواجب للفقراء والمساكين
والمصارف التي ذكرها الله جل وعلا في قوله: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ
لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ
فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 60].
إن الزكاة أمرها عظيم وهي قرينة الصلاة في كتاب الله وما ذلك إلا لأهميتها،
فالصلاة حق الله سبحانه وتعالى والزكاة حق للفقراء والمساكين فالمسلم يحسن فيما
بينه وبين الله، ويحسن فيما بينه وبين عباد الله فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا
أنفسكم، من كان عنده مبلغ النصاب فهو غني، ولا يلزم أن يكون عنده الملايين
والمليارات بل إذا كان عنده مبلغ النصاب من النقود من الذهب والفضة أو ما يعادلها
ومن عروض التجارة ومن الخارج من الأرض ومن المواشي فعليه أن يتقي الله وأن يؤدي
الحق الذي عليه، وإلا فإنه سيواجه هذه العقوبات المؤلمة وأيضًا عقوبة عاجلةً، وهي
أن الله قد يتلف هذا المال إن الله يسلط على هذا المال فيتلف بسبب منع الزكاة فإن
الزكاة ما خالطت مالاً إلا أتلفته قد يسلط على ماله الحريق أو الغرق أو السراق
وقطاع الطرق أو الظلمة من الولاة فيصادرونه ويأخذونه كله ويبقى فقيرًا معدمًا بعد
أن كان غنيًا يسلب هذا المال فيصبح فقيرًا يسأل الناس وكم حصل هذا في الأموال
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد