من النكسات والخسارات التجارية وكم تلف من
الأموال كما تسمعون كل ذلك من أسباب منع الزكاة أظهر سبب لتلف الأموال وضياعها هو
منع الزكاة ولا حول ولا قوة إلا بالله، الزكاة أمرها عظيم ونفعها كبير وخيرها كثير
وهي لا تنقص مال المزكي قال صلى الله عليه وسلم: «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ
صَدَقَةٍ» ([1])، بل تزيده لأنها تسبب نزول البركة فيه وتسبب حفظه وبقاءه وتجعله مباركًا
على صاحبه طيبًا نافعًا له ولغيره، فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم واحسبوا
أموالكم كما يحاسب الشريك شريكة فإن الفقراء شركاء لكم في هذه الأموال بالقسط الذي
فرضه الله عليكم لهم فهم شركاؤكم فحاسبوا أنفسكم محاسبة الشريك لشريكه ونقوا
أموالكم من الزكاة.
عباد الله: إن الزكاة كما علمتم وكما ذكر الله سبحانه وتعالى من شأنها وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس قد يغلب عليه الشح، ويغلب عليه البخل ويستكثر الزكاة، خصوصًا إذا كان عنده ملايين أو مليارات فإن زكاتها ستكون كثيرة، فيستكثر هذا القدر ويجحد نعمه الله عيه وينسى أن الزكاة إنما هي مطهرة ونماء لماله وحفظ لماله، ينسى هذا فيمنع الزكاة ويبخل بها أو يؤدي منها قسطًا يسيرًا ويترك البقية الكثيرة الكاثرة في ذمته وفي ماله، كما أن المسلم يحافظ على الصلاة، فكذلك يحافظ على أداء الزكاة فهذه الأركان الثلاثة: الشهادتان، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة هي من الأركان المقدمة في الأركان الخمسة من أركان الإسلام، ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن قال له: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلُ كِتَاب،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2325)، وأحمد رقم (18060)، والطبراني في « الكبير » رقم (855).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد