فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ
أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ،
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ في ذَلِكَ، فَأَخْبرِهُمْ أَنَّ اللهَ فَرَضَ
عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَة، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا
لَكَ في ذَلِكَ، فَأَخْبرِهُمْ أَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي
أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ،
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ في ذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ،
وَإِيَّاك ودَعْوَة الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ
حِجَابٌ» ([1])، والله جل وعلا قال في مصداق ذلك قوله تعالى في الكفار: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]، لما أمر بجهاد
الكفار قال: ﴿فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]، وقال في الآية
التي بعدها: ﴿فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ﴾ [التوبة: 11] فدل على أهمية
هذه الأركان الثلاثة وتتبعها بقية الأركان وبقية الأوامر والنواهي، فإذا أقام هذه
الأركان الثلاثة فإنه يقيم غيرها من باب أولى وهذه الأركان التي يقاتل من تركها
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَأَقِيمُواْ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ [البقرة: 43]،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه البخاري رقم (1331)، ومسلم رقم (19).
الصفحة 7 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد