والله جل وعلا قد أمدنا بالنعم ووفر لنا الأرزاق بينما هناك آخرون يعيشون
في الجوع والعري والخوف والقلق أفلا نعتبر ونخاف أن يصيبنا ما أصابهم، فلقد كانوا
من قبل في أوفر نعمة وفي أحسن بلاد ثم سلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب نتيجة
لعدم شكر نعم الله عز وجل ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَإِذۡ
تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7]. فاتقوا الله عباد الله إن مظاهر الإسراف والبذخ والتبذير
ظاهرة عندنا، وإننا نخاف من العقوبة، وأذكر لكم مظهرًا واحدًا من مظاهر الإسراف
والبذخ والتبذير، وهو ما يجري في حفلات الزواج من الإسراف ومن المعاصي والمنكرات،
مما تقشعر منه الجلود يستأجر صاحب الحفل وقد يكون فقيرًا، يستأجر مكانًا بأجور
مرتفعة إما في فندق وإما في استراحة، وإما في قصور الأفراح ثم يصنع أطعمة ويذبح
ذبائح زائدةً عن الحاجة، ومخالفةً للسنة فيها إسراف وتبذير لا لأجل الحاجة وإنما
لأجل المباهاة ومجاراة الناس على ما يصنعون ثم تكون هذه الأطعمة وهذه اللحوم تكون
خسارةً بدون فائدة فلا تؤكل لا تؤكل أولاً: لأن الناس ليسوا بحاجة إليها الناس
ممتلئة بطونهم من النعم. وثانيًا: لأنها زائدة عن المقدار المطلوب. وحينئذ إما أن
تهدر في المزابل وإما أن يلتمس لها في الجمعيات من يمن عليه لأخذها وهي قليلة
النفع أرأيتم لو أنه تصدق على المحتاجين بما زاد عن السنة في الوليمة تصدق على
المحتاجين بالطعام والنقود ألا يكون هذا أعظم له أجرًا وأنفع للمحتاجين؟ أما إنك
توصل إلى المحتاج لقمة طال عليها الزمن وقد تكون تسممت وتعفنت ولم تعطيها إياه
لأجل الصدقة وإنما أعطيتها إياه من أجل التخلص، ألا فلنتق الله يا عباد الله فإن
وليمة الزواج سنة، ولكنها لا تخرج إلى الإسراف والتبذير،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد