وإنما يكون بقدر ما يعلن به النكاح ويجتمع عليه الأحبة من الأقارب والجيران، أما أن يدعى إليه عامة الناس الفقراء والأغنياء والكبار والصغار، ويحصل جمع عظيم فلا فائدة من ذلك إلا المباهاة بكثرة الحضور، وكذلك هذه الأطعمة إنما صنعت للمباهاة والمدح بأن فلانًا فعل كذا وذبح عشرين من الأغنام أو ذبح كذا وكذا من الإبل حتى يتحدث الناس بذلك فهذا من المباهاة والرياء والسمعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله خارج عن السنة خارج عن المطلوب ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ﴾ [الأعراف: 31] والإسراف هنا يراد به الأفراد والجماعات، فالفرد يأكل ويشرب بدون إسراف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حَسْبُ الآْدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتِ الآْدَمِيَّ نَفْسُهُ، فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ، وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ» ([1]). وكذلك الإسراف الجماعي بأن يسرفوا في الولائم والحفلات مع ما يصحب هذه الحفلات من المنكرات الفظيعة من حضور النساء الكثيرات متبرجات متطيبات كاشفات لوجوههن وصدورهن وأذرعتهن وأعضدهن وسوقهن لابسات للضيق من الثياب، اتقوا الله يا عباد الله قال صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أوَّل فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» ([3]). ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ﴾ [النساء: 34]. أين الرجال؟ الذين تذهب بناتهم وزوجاتهم بأقبح صورة وأفضح مظهر متبرجات متعطرات متطيبات متضاحكات متمسخرات لا حياء ولا ستر يضعون العروس في أبشع صورة على منصة ثم يدخل الزوج عليها أمام
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2380)، وابن ماجه رقم (3394)، وأحمد رقم (17186).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد