الله هي نفس المؤمن، ونفس المعاهد له ما
للمسلمين وعليه ما على المسلمين، قال تعالى: ﴿وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8]، فيجب علينا أن نحافظ عليهم كما نحافظ على أنفسنا وأولادنا؛
لأنهم في ذمتنا وتحت عهدنا وولايتنا فعلينا أن نحافظ على حياتهم وعلى أموالهم كما
نحافظ على حياتنا وعلى أموالنا وأولادنا؛ لأنهم في عهدنا وذمتنا والإسلام دين
الوفاء وليس دين الغدر، فعلى جميع المسلمين أن يعرفوا هذا الأمر العظيم وهذا الأصل
الكبير أن يعرفوا أن الإسلام لا يخون بعهد ولا يخيس بذمة ولا يغدر وإنما يفي لمن
وفى له فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن الأعداء يكيدون لكم ليلاً ونهارًا لم
يغفلوا عنكم وأنهم يدسون الدعايات الخبيثة وينشرون الأفكار المجرمة عن طريق هؤلاء
الأوغاد الصغار الذين انعزلوا عن مجتمعهم وانحازوا إلى دعاة الضلال فصاروا مطيةً
للأعداء فاتقوا الله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ
فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ
خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ
بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النور: 55].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد