×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

ولا يحاسبونهم أين ذهبوا؟ ومن رافقوا؟ وهذا من إهمال الآباء أولاً فإن الأولاد رعية تحت آبائهم، فالأب راع ومسؤول عن رعيته لا يهمل أولاده وتعلمون أن هؤلاء يتلفقون الصغار الذين ليس عندهم إدراك للأمور يتلقفونهم ويبثون فيهم هذه الأفكار الخبيثة نتيجة لإهمال آبائهم فاتقوا الله في أولادكم، حافظوا عليهم وتابعوهم من حين يخرجون من البيت إلى أن يرجعوا إليه، تابعوهم متابعةً دقيقةً فإن الوقت وقت خطير والفتن كثيرة ودعاة الضلال يعملون ليلاً ونهارًا، يتلقفون أولادكم ويغسلون أدمغتهم من الدين، ويملأونها بالأفكار الخبيثة ضدكم وضد بلادكم وضد دولتكم، فهم منكم وأنتم المسئولون عنهم فاتقوا الله في أولادكم فإنكم رعاة عليهم ومسئولون عن رعيتكم يوم القيامة إنهم كما تعلمون إذا تمكنوا فأول ما يبدؤون بقتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وجيرانهم، كما تعلمون ما يحصل من التفجيرات المروعة التي تأتي على الأخضر واليابس ولا تفرق بين مسلم وكافر ولا تفرق بين قريب وبعيد نعم يا عباد الله إن الكفار الذين هم في بلادنا ودخلوها بإذن ولي الأمر إننا مسئولون عنهم، أن نحافظ على دمائهم أن نحافظ على أموالهم لهم ما للمسلمين، ما على المسلمين قال الله جل وعلا: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا [النحل: 91]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ [المائدة: 1]، ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ [الأنعام: 151]، والنفس التي حرم الله هي نفس المؤمن ونفس المعاهد والذمي والمستأمن قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا ليُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» ([1])، هذا وعيد شديد والتي حرم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2995).