﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ
فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]، فالمال والولد فتنةً: ﴿إِنَّمَآ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [التغابن: 15]، وكذلك ما
يجري على الإنسان من الأمراض والأسقام والفقر والصحة والغنى، كل ذلك فتنة والموت
والحياة كذلك ﴿خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ
وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ﴾ [الملك: 2] يعني ليمتحنكم ﴿أَيُّكُمۡ
أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2] فالإنسان دائمًا في ابتلاء وامتحان لكن من الناس من يعينه الله
فيخرج من الامتحانات سالمًا غانمًا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بسبب أنه استعد
لها وفكر فيها، وتخلص منها بإعانة الله له، أما من غفل وأعرض وانشغل بملاذه
وشهواته واستنفذ أيامه فيما تشتهيه نفسه، فإن الخسارة محتمة ولا حول ولا قوة إلا
بالله.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ
وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧﴾ [البقرة: 155، 157]، وكذلك
الإنسان معرض لفتن الليل والنهار ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من فتن
الليل والنهار وما يجري في الليل والنهار من الأحداث، فإنها إبتلاء وامتحان؛ ليظهر
بذلك من يتمسك بدينه ويصبر على الابتلاء والامتحان ومن يخفق، الأعداء فتنة من
اليهود والنصارى والكفار والمشركين فتنة على المسلمين، يكيدون لهم قال تعالى: ﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ
أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ
مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ
وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]، الكفار يغزونكم بالأفكار
الهدامة، يغزونكم في الفضائيات، في وسائل الإعلام في الإنترنت بكل وسيلة يغرونكم
بالمخدرات والمسكرات، يغزونكم بالأفكار الخبيثة والأفكار المنحرفة لا يألون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد