الخلائق عليه على قدر أعمالهم فمنهم من يمر
كالبرق تحمله أعماله الصالحة فيمر مسرعًا كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من
يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدوًا على قدميه،
ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم لا ينجو من هذا الصراط إلا أهل
التقوى: ﴿فَوَرَبِّكَ
لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ
جِثِيّٗا ٦٨ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمۡ أَشَدُّ عَلَى
ٱلرَّحۡمَٰنِ عِتِيّٗا ٦٩ ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ
بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا ٧٠ وَإِن
مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١﴾ [مريم: 68، 71]، هذا هو
المرور على الصراط: ﴿وَإِن مِّنكُمۡ
إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ
فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢﴾ [مريم: 71، 72]، فأنت أيها المسلم، أيها الإنسان، أنت في امتحان منذ أن
بلغت سن التكليف في الدنيا إلى أن تدخل مقرك في الجنة أو النار فعلينا أن نتذكر
هذا وليكن هذا الامتحان الدراسي مذكرًا لنا بالامتحانات العظيمة التي لا نجاة منها
إلا بتقوى الله سبحانه وتعالى والصبر والثبات على هذا الدين يبتلى الناس في آخر
الزمان بأنواع كثيرة من الفتن كقطع الليل المظلم فعلى المسلم أن يتسلح بالإيمان
وبالعلم النافع وبالاعتماد على الله وبالصبر والاحتساب وبالحذر من الفتن المضلة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿كُلُّ
نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [الأنبياء: 35]، ﴿وَنَبۡلُوكُم
بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد