×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 ومات على الشك والريب؛ فإنه يتلجلج في السؤال ولا يستطيع الجواب فإذا قيل له: من ربك؟ يقول: هاه هاه لا أدري، ما دينك؟ يقول: هاه هاه لا أدري. من نبيك؟ يقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته. إنما أظهر الإسلام في الدنيا مجاراة للناس من غير إيمان في قلبه ولا حول ولا قوة إلا بالله لأنه منافق يظهر الإيمان ويبطن الكفر وعند ذلك ينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابًا إلى النار ويضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه من حر النار وسمومها إلى أن يبعثه الله يوم القيامة. ما أشد هذه الفتنة وهذه المحنة ولكن قال الله جل وعلا: ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ [إبراهيم: 27]، ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بسبب الإيمان الصادق الذي عاشوه في هذه الدنيا وماتوا عليه يثبتهم الله عند السؤال في القبر ﴿وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ الظالمين بالنفاق والكفر يضلهم الله فلا يستطيعون الجواب ويتلجلجون عند السؤال فعند ذلك يخفقون ويخسرون خسارةً لا تعوض ولا حول ولا قوة إلا بالله عند البعث والقيام من القبور عند وزن الأعمال توضع الموازين للأعمال فمن ثقلت موازينه بالحسنات فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه ليس له حسنات تعادل سيئاته رجحت سيئاته بحسناته، ﴿وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣ تَلۡفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيهَا كَٰلِحُونَ ١٠ [المؤمنون: 103- 104]، ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨ فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠ نَارٌ حَامِيَةُۢ ١١ [القارعة: 6- 11]، كذلك عندما يمر الناس على الصراط وهو جسر على متن جهنم أدق من السيف وأحر من الجمر وأحد من السيف، هذا الجسر المنصوب على متن جهنم تمر


الشرح