وهو
الغلو والتشدد والتفريط وهو الجفا والتساهل هذه هي الاستقامة التي أمر الله جل
وعلا بها، أمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم وأمر بها عباده المؤمنين: ﴿قَالُواْ
رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ﴾ [فصلت: 30] أعلنوا أنه لا رب لهم ولا معبود لهم
إلا الله سبحانه وتعالى وتبرءوا من غيره ثم استقاموا على هذه الكلمة قولاً وعملاً
واعتقادًا فلا يكفي القول بدون العمل، لا يكفي القول باللسان بدون الاعتقاد بالقلب
والعمل بالجوارح والاستقامة على الدين كما ذكرنا هي الاعتدال فيه من غير غلو
وتشدد، الاستقامة في العقيدة والاستقامة في العبادة، والاستقامة في المعاملات،
والاستقامة في الأخلاق الاستقامة كلمة جامعة تجمع الخير كلمة الاستقامة في العقيدة
بأن يخلص توحيده لله عز وجل ويتجنب الشرك ووسائله وأسبابه وكذلك يخلص الإتباع
للرسول صلى الله عليه وسلم فيتجنب البدع والمحدثات ويلتزم بسنة الرسول صلى الله
عليه وسلم والاستقامة في العبادة أن يعبد الله سبحانه وتعالى كما أمر ولهذا قال
الله لنبيه: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ﴾ [هود: 112] أن يستقيم على عبادة الله كما أمر
الله سبحانه وتعالى مقتديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من غير غلو ولا تشدد
ولهذا قال الله لنبيه: ﴿وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ﴾ ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا
تَطۡغَوۡاْۚ﴾
[هود: 112] والطغيان هو الزيادة في العبادة عن الحد المشروع والتشدد فيها، جاء
ثلاثة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه، إلى بيوت النبي صلى الله
عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ليقتدوا به فيها، فلما ذُكِرَ
لهم عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم كأنهم تقالوها، لكنهم قالوا: أين نحن من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم: أما
أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، وقال الثالث: أما أنا
فأصوم ولا أفطر. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب واشتد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد