بامتثال أوامره وترك نواهيه، قد فسرها بعض السلف فقال: تقوى الله حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر هذا هو الواجب على العباد أن يتقوه حق تقاته ومن اتقى الله حق تقاته فإنه تلازمه تقوى الله في جميع أحواله في أي زمان ومكان فتحميه مما يضره في الدنيا والآخرة، فهي وقاية تقيه من كل ما يضره في دينه وآخرته ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ» ([1])، فتلازم تقوى الله العبد المؤمن في جميع أحواله وفي جميع تصرفاته ولا شك أن تقوى الله حق تقاته أمر صعب لأن تقوى الله حق الله وهذا أمر عظيم ولهذا قال في الآية الأخرى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، فمن اتقى الله حسب ما يستطيع فإن الله يسامحه عما لا يستطيعه فضلاً منه وإحسانًا ثم قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، أوصى الله عباده المؤمنين أن يموتوا على الإسلام وكيف يتحقق لهم ذلك؟ يتحقق لهم ذلك إذا لازموا طاعة الله وترك معاصيه في جميع أحوالهم حتى يأتيهم الموت وهم على أحسن حال فيموتون على الإسلام، هذا فيه الاهتمام بحسن الخاتمة وأن العبد يخاف من سوء الخاتمة ويسأل الله حسن الخاتمة وفيه أن الإنسان يلازم الطاعة ويتجنب المعصية لأن الموت لا يدري المرء في أي لحظة يقع فيكون الإنسان على أهبة الاستعداد ليموت على الخير وعلى الطاعة حتى يموت مسلمًا ويتوفاه الله على الإسلام ثم قال جل وعلا: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا﴾ [آل عمران: 103]، ذكر سبحانه ما يعين على تقواه وعلى الموت وعلى الإسلام وهو الاعتصام بحبل الله، وحبل الله هو القرآن وفي ضمنه سنة
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1987)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21354).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد