رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله
عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعدِي، كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([1])، هذا هو حبل الله كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتصام بحبل
الله هو التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبه يتحقق القيام بتقوى
الله ويتحقق الوفاة على الإسلام لمن وفقه الله وداوم على ذلك بإذن الله ثم قال: ﴿وَلَا تَفَرَّقُواْ﴾ نهى عن التفرق، لمَّا أمر
بالاعتصام بحبل الله جميعًا نهى عن التفرق، فلابد أن تكون الأمة متمسكة بحبل الله
بجميعها لا أن يكون بعض أفرادها يأخذ بكتاب الله والبعض الآخر يأخذ بهواه أو يأخذ
بما قاله فلان وعلان، فلا منجاة ولا نجاة إلا بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم أما الذين يقولون: الناس أحرار في آرائهم الرأي والرأي الآخر
ويقولون: الاختلاف رحمة ويريدون أن يفرقوا بين المسلمين كل يبقى على مذهبه، ولو
كان باطلاً كل يبقى على قوله ولو كان خطأ فهذا من التضليل.
الله جل وعلا أمرنا بأن نرجع إلى كتابه وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف فما وافق الكتاب والسنة من المذاهب أو من الأقوال والآراء فإنه يؤخذ به وما خالف الكتاب والسنة فإنه يرمى في وجه صاحبه ولا يعبأ به ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر اختلاف الأمم قال: «لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الْجَمَاعَةُ» ([2])، هذه هي الفرقة الناجية المتمسكة بما كان عليه رسول الله وأصحابه ولا شك أن الذي كانوا عليه هو كتاب الله ولهذا بين الله سبحانه وتعالى حالة الناس قبل نزول القرآن وقبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والبزار رقم (8993).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد