﴿وَٱذۡكُرُواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ
قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا
حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ﴾ [آل عمران: 103]، فلما تبعوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله نجوا مما كانوا فيه في الجاهلية من
التنافر والتقاتل والاختلاف والتفرق والتشتت واختلال الأمن، لمَّا تمسكوا بذلك
وأيضًا العداوات التي كانت بينهم زالت، لمَّا تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله
واتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم الله بأن
ماتوا على الإسلام وعلى التوحيد وعلى العقيدة الصحيحة ولهذا قال: ﴿فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ
إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103]، بعد أن كانوا أعداء فيما بينهم أصبحوا إخوانًا متحابين
فلا يجلب الأخوة بين المسلمين ولا يزيل الشقاق بين المسلمين إلا الاعتصام بكتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما الذين ينادون بوحدة الأمة على ما فيها من تفرق واختلاف ومذاهب وشطحات
وضلال، وكل يبقى على ما هو عليه، فهذه دعوة جاهلية وهذه دعوة إلى التضليل إذ كيف
يتفق أن نختلف في ديننا ثم نجتمع أبدًا هذا لا يكون، هذا مستحيل فلا يكون الاتفاق
والاجتماع والمحبة والأخوة إلا بالأخذ بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]، فلا يليق بالمؤمنين أن يبقوا على تفرقهم واختلافهم وأهوائهم بل يربطون خلافهم وأقوالهم وآراءهم إلى الكتاب والسنة وعند ذلك ينتهي النزاع ولهذا قال: ﴿إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾، فدل على أن الذين ينادون بالحريات وكل يبقى على مذهبه وكل يبقى على رأيه، إنهم ليسوا بمؤمنين الذين ينادون بالتفرق وكل يبقى على مذهبه ورأيه ليسوا بمؤمنين لأن الله يقول: ﴿وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد