تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾ [النساء: 59]، ثم قال سبحانه: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ
إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عِمرَان: 104]، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ
هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]، فأمة محمد
صلى الله عليه وسلم أمة واحدة مذهبها واحد ليس لها مذاهب وآراء وإنما مذهبها واحد
موافق لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ﴾ [آل عمران: 104]، هذه صفات الأمة المحمدية إنها بعدما اهتدت وعرفت الحق
وعملت به لا يقتصر خيرها على نفسها بل يتعدى خيرها إلى غيرها، يدعون إلى الله
يدعون الكفار يدعون العصاة والمذنبين يدعون الضُّلاَّل وأهل الزيغ والانحلال يدعون
الفرق الضالة، يدعونها إلى الخير إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
ثم قال جل وعلا: ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ الأمة التي تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر هم المفلحون
أما ما عداهم فإنهم خاسرون، الذين لا يدعون إلى الله ولا يأمرون بالمعروف ولا
ينهون عن المنكر هؤلاء خاسرون والعياذ بالله.
ثم قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ﴾ [آل عمران: 105]، تكرار مع قوله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، لأجل التأكيد والاهتمام أعاده سبحانه وتعالى لأجل التأكيد والاهتمام: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ﴾ [آل عمران: 105] يعني: أهل الكتاب تفرقوا واختلفوا فيما بينهم كما قال صلى الله عليه وسلم: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد