وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ
فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الْجَمَاعَةُ» ([1])، هذا معنى قوله: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103] لأن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه كانوا معتصمين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ
جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ تفرقوا في آرائهم ومذاهبهم واختلفوا في أقوالهم وأهوائهم: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105]، لو كان
الافتراق والاختلاف عن جهل قبل أن ينزل القرآن، قبل أن تنزل السنة النبوية؛ لكن
لها حال آخر، لكن بعد نزول القرآن وها هو بين أيدينا، وبعد وجود السنة النبوية،
وها هي بين أيدينا صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ
لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105]،أولئك الذين تفرقوا واختلفوا لهم عذاب في الآخرة وفي
الدنيا أيضًا عذاب عظيم لا يعلم عظمه إلا الله سبحانه وتعالى فلا نجاة ولا فلاح
ولا صلاح لهذه الأمة إلا بتمسكها بكتاب الله وسنة رسول الله والسير على ما كان
عليه سلفها الصالح من الصحابة والتابعين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ
مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ
ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4596)، وابن ماجه رقم (3992)، والحاكم رقم (10).
الصفحة 6 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد