القنوط من رحمة الله، أن نخرج عن هذا المنهج الرباني الذي رسمه الله لنا،
فإن الخوف يحمل الإنسان على ترك المعاصي وعلى التوبة إلى الله منها إذا وقع منها،
والرجاء يحمل العبد على أن يسأل الله سبحانه وتعالى ما أراد من الخير، النبي صلى
الله عليه وسلم يقول: «إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ»
([1])، أسألوه الفردوس الأعلى؛ لأن الله كريم فأعظم الرغبة بالله عز وجل واسأله
أعلى الجنان والله قريب مجيب، والله جل وعلا في الحديث القدسي يقول: «يَا ابْنَ
آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ
فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ
السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ
آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَْرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي
لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» ([2]).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ
وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه:البخاري رقم (2637).
الصفحة 6 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد