تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ ! فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عَنْ ذَلِكَ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ -ورقة صغيرة-، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ -كلمة قالها بصدق وإخلاص فكتبت له كتبت له حسنة-، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ» ([1])، ترجح بهن كلمة لا إله إلا الله، فيدخل الجنة. فهي كلمة عظيمة وثقيلة في الميزان خفيفة على اللسان، كلمة مختصرة لا إله إلا الله لكنها ليست مجرد كلمة تقال باللسان بل لابد لها من شروط ولابد لها من قيود، إذا قالها المسلم وأتى بشروطها حصل على فضلها، أما مجرد أنه يقولها بلسانه وهو غير عارف لمعناها ولا عامل بمقتضاها، فإنها لا تنفعه عند الله شيئًا ولهذا كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم لا يعملون بها ولا يعتقدونها بقلوبهم، وإنما يقولونها بألسنتهم من أجل مطامع الدنيا ومن أجل السلامة من القتل فقط وليس لها محل في قلوبهم ولا محل في أعمالهم فلذلك لا تنفعهم لا إله إلا الله ويكونون في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا، هذه الكلمة لها معنى وهو لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله، فإذا قلت لا إله إلا الله فأنت اعترفت وأقررت أنه لا يستحق العبادة إلا الله سبحانه وتعالى وأن عبادة من سواه من الجن والإنس والشجر والحجر والملائكة والرسل والصالحين والموتى
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2639)، وابن ماجه رقم (4300)، وأحمد رقم (6994).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد