فيجب معرفة هذا الأمر العظيم وفضل هذه الكلمة ومعرفة ما تدل عليه، والعمل
بمقتضاها فإن المشركين لما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا
الله تفلحوا. قالوا: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ ٥
وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ
إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ ٦ مَا سَمِعۡنَا
بِهَٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡأٓخِرَةِ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا ٱخۡتِلَٰقٌ ٧﴾ [ص: 5- 7]، فهم أبوا أن
يقولوا لا إله إلا الله، لأنهم يعلمون أن معناها أن يتركوا عبادة الأصنام وهم لا
يريدون ذلك والعياذ بالله كما قال جل وعلا عنهم: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ
مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصافات: 35، 36]، هكذا يقولون قبحهم الله وفهموا أن معنى لا إله إلا
الله ترك عبادة ما سوى الله من الأصنام وغيرها، فهم يعرفون معنى لا إله إلا الله
لكنهم لا يعملون بمقتضاها وأبوا أن ينطقوا بها، وأبوا أن يعملوا بمقتضاها وإلا فهم
يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم محق في دعوته ولهذا قال الله جل وعلا: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ
لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ
بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33]،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 6 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد