×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله تعالى قوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ [التوبة: 113]، وأنزل في أبي طالب: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القصص: 56]، وكان أبو طالب معترفًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق في رسالته، وأنه رسول الله لكن أبى أن يتبعه حمية على دين الجاهلية، فسبب له ذلك الموت على الكفر والعياذ بالله بسبب الحمية الجاهلية، نسأل الله العافية وإلا فهو يقول:

ولقد علمت بأن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذار مسبة *** لرأيتني سمحًا بذاك مبينا

فهو يعلم معناها وهذا الذي نقول أنه لا يكفي معرفة المعنى لابد من العمل، فلما لم يعمل بمقتضى لا إله إلا الله مات على الكفر ودخل النار، ولم تنفعه قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شفع فيه فخفف عنه العذاب فصار في ضحضاح من نار، وعليه نعلان من النار يغلي منهما دماغه يرى أنه أشد أهل النار عذابًا وهو أهون أهل النار عذابًا نسأل الله العافية، الشاهد من هذا أنه لا يكفي أن تعرف معنى لا إله إلا الله، ولا يكفي أن تنطق بها بل لابد من الأمر الثالث وهو العمل بمقتضاها، وترك عبادة غير الله والبراءة منه وعبادة الله وحده لا شريك له، هذا هو الذي تنفعه لا إله إلا الله حيًا وميتًا أما من قالها بلسانه ولم يعتقد معناها، فإنما تنفعه في الدنيا كالمنافقين فإنهم عصموا دماءهم وأموالهم وسلموا من القتل، لكن هم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم لم يعملوا بمقتضى لا إله إلا الله، 


الشرح