ويتقيد بمضمونها، هذا هو الذي تنفعه لا إله إلا الله، وفي الحديث الآخر أن أبا هريرة رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ -ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ- أَنْ لاَ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ» ([1])، خالصًا من قلبه لا يقولها بلسانه فقط، وإنما يخلص لله عز وجل في العبادة والمحبة والطاعة والانقياد، هذا هو الذي تنفعه لا إله إلا الله إذا نطق بها، فهي كلمة عظيمة إذا ختم للمسلم بها دخل الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ -يعني المحتضرين-: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([2])، «فَإِنَّ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([3])، ولما حضرت أبا طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم الوفاة وهو على الشرك زاره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سياق الموت جلس عنده صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من الكفار من كبراء قريش فقال: «يَا عَمِّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ»، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» ([4])، لأنه كان محسنًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حاميًا له من أذى قومه طيلة حياته وهو
([1]) أخرجه: البخاري رقم (99).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد