عليه لا يقبله الله، وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وفي رواية: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2])، فلابد من الاتباع والاقتداء بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا من معنى شهادة أنه رسول الله، ولهذا فسر الأئمة شهادة أن محمدًا رسول الله بقولهم: هي طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن أشياء في الماضي وأخبر عن أشياء في المستقبل فلابد من تصديقه صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فالله جل وعلا هو الذي يوحي إليه ما يخبر به، فلا يكن في النفس أو في القلب شك مما جاء به صلى الله عليه وسلم بل تؤمن وتتيقن تمام اليقين أن ما جاء به هو الحق ولو لم يتبين لك وجهه فإنه سيتبين ولو بعد حين فعليك أن تؤمن بما جاء به هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وشهادة أن محمدًا رسول الله تقتضي هذا كله فلا يجوز مخالفته صلى الله عليه وسلم ولا يجوز إحداث شيء في الدين لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ما ترك شيئًا يقرب إلى الله إلا بينه لأمته، وما ترك من شيء يبعد عن الله إلا بينه لأمته ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ» ([3])، قال: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرفتُم مِن سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» ([4])، فهذا هو معنى شهادة أن محمدًا رسول الله، ليست لفظًا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد