قَوۡمُهُۥ
لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ﴾ [القصص: 76]، لا تفرح فرح أشر وبطر مما أعطيته
فإنه فتنة لك ﴿إِنَّ قَٰرُونَ
كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ
مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ
لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ ٧٦ وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ
وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ
إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ
٧٧﴾ [القصص: 76، 77].
عباد الله، إن الإسلام خير كله في الدنيا والآخرة، وقد كان الناس قبل
الإسلام في هرج ومرج ونهب وسلب وفتن عظيمة، وفي جاهلية جهلاء وضلالة عمياء حتى جاء
الله بهذا الإسلام فأخرج به من آمن به من الظلمات إلى النور، قال تعالى: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ
وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن
قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]. هذا هو الإسلام فهو يصون المسلم في عقيدته، فيكون على
عقيدة سليمة موحدًا لربه متحررًا من العقائد الباطلة التي عليها كثير من الخلق،
فإن كثيرًا من الناس لما تركوا هذا الإسلام صاروا يتخبطون في عقائدهم، فمنهم من
يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد الجن والشياطين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار
ومنهم من يعبد البقر ومنهم من يعبد الفروج.
أمور مضحكة ومنهم من يعبد الشيطان، ملل كثيرة قال الله جل وعلا: ﴿ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ
خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ﴾ [يوسف: 39]، فهم لما تركوا التوحيد الصحيح الذي
جاءت به الرسل، وهو عبادة الله وحده لا شريك له فإن كلا يعبد آلهة يختارها هو
وتختلف الاختيارات فلذلك تعددت الآلهة بصفة لا تحصى، كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم
رحمه الله في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد