كتابه ((إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)) فإن الشيطان لعنه الله فرقهم
وشتتهم في معبوداتهم كل يرى أنه على الحق وفي الحقيقة أن معبوده أقل وأضعف.
الذي يعبده أقل منه وربما يكون هو الذي يصنعه بيده ثم يعبده: ﴿قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا
تَنۡحِتُونَ ٩٥ وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ ٩٦﴾ [الصافات: 95، 96]، لكنه
الهوى والضلال وهكذا من ترك الحق ابتلي بالباطل والعياذ بالله، وكذلك الإسلام يجعل
الإنسان يعبد الله على بصيرة يعبد الله على بصيرة بما شرعه سبحانه على ألسن رسله،
لا بما تهواه الأنفس ويزينه شياطين الإنس والجن من البدع والخرافات والمحدثات
والضلال.
فإن كثيرًا من الناس يتعبون في العبادة ويجهدون أنفسهم لكنهم على غير طريق
صحيح، هم على ضلال والعياذ بالله؛ لأنهم لا يعبدون الله على وفق ما جاءت به رسله،
ولا يعبدون الله مخلصين له الدين، وإنما يشركون مع الله غيره في عبادته فنالوا
الخسارة في الدنيا والآخرة، وكذلك الإسلام يوفر الأمن للمسلم على دينه، فيأمر بقتل
المرتد ويوفر للمسلم الأمن على نفسه، فيأمر بقتل القاتل عمدًا وعدوانًا، قال تعالى:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ﴾ [البقرة: 178] إلى أن قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ
حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 179]، وكذلك
الإسلام يؤمن الناس ولا يرميهم بالفواحش من الزنا واللواط من غير حق ومن غير ثبوت،
قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ
ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤ إِلَّا ٱلَّذِينَ
تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥﴾ [النور: 4، 5]، ثم قال بعد
ذلك: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ
ٱلۡغَٰفِلَٰتِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد