محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأُوحِيَ
إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ﴾ [الأنعام: 19]، فمن بلغه
القرآن فقد قامت عليه الحجة، وسيسأله الله عز وجل يوم القيامة، وفي الحديث أن
القرآن يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، الذين تعلموه وقرؤه وعملوا به، والقرآن
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حجة لك أو عليك، فإن القرآن سيخاصم الذين تحملوه
ولم يحملوه وإنما تحملوه، فقط ولم يعملوا به، فهم كالذين قال الله جل وعلا فيهم: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ
ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ
بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الجمعة: 5]، ﴿وَٱتۡلُ
عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا
فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الأعراف: 175].
فاتقوا الله عباد الله، وعظموا كتاب ربكم في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان،
فإن كلام الله بين أيديكم هدايةً ونورًا وحجةً وبرهانًا، ستسألون يوم القيامة عن
هذا القرآن، الذي نزل بلغتكم ونزل على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم لتبلغوا به،
وتبلغوه للناس فأنتم المسئولون عنه يوم القيامة.
فاتقوا الله عباد الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ
يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ
ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٠﴾ [الإسراء: 9، 10].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 6 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد