وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا
قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]، فالقرآن كتاب
الله العظيم، يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، لا كسائر الكلام، ثم بعد كلام الله
كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث الصحيحة يحترمها المسلم؛ لأنها من
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فعظموا
رحمكم الله عظموا كتاب ربكم وعظموا سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، واعملوا
بهما فإنهما طريق النجاة وطريق الفلاح، ولا تعرضوا عنهما؛ لئلا تكونوا مع الذين
قال الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿وَمَنۡ
أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا
١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا
فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦﴾ [طه: 124 - 126]، وقال
سبحانه: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٦٣
وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم
مُّهۡتَدُونَ ٣٧ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ
يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ ٣٨ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ
مُشۡتَرِكُونَ ٣٩﴾ [الزخرف: 36- 39]، نعم. من أعرض عن القرآن تولاه الشيطان، ومن أقبل على
القرآن لجأ إلى الله سبحانه فعصمه من الشيطان وآواه ورحمه فالقرآن هو حبل الله
المتين الذي بأيدينا فعلينا جميعًا أن نهتم به تعلمًا وتلاوةً وتدبرًا وعملاً بما
فيه لئلا نكون من الذين يشكو منهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة: ﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ
إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا﴾ [الفرقان: 30]، فعلينا أن
لا نكون من هؤلاء الذين هجروا تعلم القرآن، هجروا تلاوته، هجروا العمل به، هجروا
تدبره، هجروا الحكم به، هجروه من كل أوجه الهجر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إن
بقاء القرآن بين أيدينا حجة قائمة على جميع الخلق، قال تعالى لنبيه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد