والدالة على الجزاء على الأعمال بما أعد الله
للمؤمنين من الثواب العظيم، وما أعد الله للكافرين من العقاب الأليم، فيتدبر
الإنسان أخبار القرآن وقصصه وأمثاله، يتدبرُ في أحكامه وكل يفهم من هذا القرآن
بقدر ما آتاه الله من الفهم فمقل من الفهم ومستكثر، ولكن من تدبر القرآن فلابد أن
يحصل على فائدة، ولابد أن يفهم منه بقدر ما يستطيع، قال الإمام ابن القيم رحمه
الله:
وتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر
القرآن
قال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29]، قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾ [محمد: 24]، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 82]، فعلى المسلم أن يعلق قلبه بالقرآن وأن يألف القرآن؛ ليكون من أهل القرآن الذين يتميزون عن غيرهم بقوة الإيمان، يتميزون عن غيرهم بالصدق، يتميزون عن غيرهم بالترفع عن دنايا الأمور فإن حامل القرآن يحمل كتابًا عظيمًا، وقد جاء في الحديث: أن من حفظ القرآن فكأنما استدرج النبوة بين جنبيه. لأن كلام الله سبحانه وتعالى الذي فيه كل ما يحتاجه البشر في دينهم ودنياهم وآخرتهم؛ لأنه كتاب عظيم حافل لا تفنى عجائبه ولا يشبع منه العلماء، ولا يحاط بما فيه من العلم، وإنما كلٌ يأخذ بقدر فهمه وبقدر ما آتاه الله، فعلى المسلم أن يحرص على تدبر القرآن حينما يتلوه وحينما يسمعه يجب التأدب مع القرآن بالآداب الشرعية قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ» ([1])،
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (2266)، والدارقطني رقم (439)، والحاكم رقم (1447).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد