×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

فواتها وبادروا الأعمار قبل انصرافها فإنه ليس لك من هذه الدنيا إلا عمرك الذي كتبه الله لك، فإن شغلته بالخير وجدت ذلك مدخرًا لك عند الله، وتسعد بذلك سعادةً أبدًا لا تشقى بعدها في جنات النعيم وإن شغلته بالشر والغفلة والإعراض فإنك تجد الخيبة والخسارة وتحصد الندامة يوم القيامة حينما يفرح المؤمنون ويحزن المضيعون فاتقوا الله عباد الله بادروا هذه الأيام وهذه الليالي بمزيد اجتهاد، ومزيد من الخير المتنوع من تهجد وتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل وإعمار للمساجد بالاعتكاف والجلوس فيها لذكر الله عز وجل لتكونوا من الرابحين المفلحين، ولا تكونوا من الخاسرين فما بينك وبين الخسران إلا أن تكسل عن الطاعة وتترك الجمعة والجماعة، وتترك الأعمال الصالحة، وتكون من الخاسرين ولا ينفعك بعد ذلك مالك المجموع، ولا ينفعك أولادك ولا تنفعك عشيرتك ولا ينفعك إلا ما قدمته من عملك من خير أو شر: ﴿يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ [آل عمران: 30].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

***


الشرح