×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

عباد الله، اغتنموا هذه الأوقات الفاضلة فقد لا تمر عليكم مرةً ثانيةً، اغتنموا هذه الأوقات وبادروها قبل الفوات، فإنها فرصة عظيمة في أعماركم، تدخرون فيها ما تجدونه عند ربكم: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ [المزمل: 20]، ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ [المائدة: 2]، أحيوا هذه الليالي وأيقظوا أهلكم ومن في بيوتكم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله وكل كبير وصغير؛ ليشاركوا في هذه العبادة أحيوا المساجد بذكر الله بالاعتكاف بتلاوة القرآن بالتهجد، أحيوها بعبادة الله سبحانه وتعالى﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧: [النور: 36، 37]، تنبهوا لأنفسكم قبل أن يفوت الأوان.

من فاته الزرع في وقت البذار فما *** تراه يحصد إلا الهم والندما

ها أنتم الآن في مواسم الخير، وكل عمر المسلم موسم للخير، ولكن هذه الأوقات فيها مزية وفيها زيادة تضعيف للأعمال الصالحة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء فلا يغلبنكم الكسل وحب النوم أو السهر على غير ما ينفعكم، أو طلب الدنيا والذهاب إلى الأسواق، وترك المساجد وترك المشاركة مع المصلين، اجمعوا بين خيري الدنيا والآخرة، فاجعلوا لطلب الدنيا وقتًا ولطلب الآخرة وقتًا فإن الله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [المنافقون: 9]، فبادروا الأوقات قبل 


الشرح