في جسمك، فبادر هذه الأيام وهذه الساعات
والأوقات قبل فواتها فإنك في يوم من الأيام إما أن تعجز عن العمل وتعطل جوارحك
وأعضاءك ولا تستطيع العمل، وإما أن يفاجئك الموت وأنت على الإهمال والتفريط، ولا
يستيقظ الإنسان إلا عند الموت، فيعلم ماذا ضيع: ﴿لَّقَدۡ
كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ
حَدِيدٞ﴾ [ق: 22]، ولكن ماذا ينفع البصر في هذا الوقت إلا الندامة والحسرة والضياع،
فلنبادر أيها الأخوة، ولنبادر ولنسارع إلى اغتنام الأوقات، إن شهر رمضان يمر
بالسنة الواحدة مرةً واحدةً، شهر واحد من اثنى عشر شهرًا ويبقى أحد عشر شهرًا،
كلها تحتاج إلى حفظ وإلى عمل؛ الصلوات الخمس آكد من الصيام.
الصلوات الخمس: هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي آكد من
الصيام وهي عمود الإسلام، وهي تتكرر عليك في اليوم والليلة خمس مرات، فعليك أن
تحافظ عليها، قال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ
وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، قال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١﴾﴾ [المؤمنون: 9 - 11]، قال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ ٣٥﴾ [المعارج: 34، 35]. فعليك أن تحافظ على الصلوات
الخمس في مواقيتها مع جماعة المسلمين في بيوت الله عز وجل وأنت على خير إذا حافظت
عليها، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا
مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ
لِلذَّٰكِرِينَ ١١٤ وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ
١١٥﴾
[هود: 114، 115]، فحافظ على صلواتك، ومن حافظ على صلواته محافظته على ما سواها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد