×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

هذا ليس بمسلم قال صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1]). قال: «الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2])، ليس المسلم الذي يتبع البدع والمحدثات والخرافات، ويترك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3])، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([4]).

ويقول: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([5])، فالإسلام له مناقضات، وهي الشرك بالله والكفر، وله منقصات وهي المعاصي والمخالفات، وله أساسات وأركان وهي أركان الإسلام الخمسة، قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([6])، مع أركان الإيمان الستة أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره، هذا هو الإسلام الحق الإسلام الصحيح، وليس الإسلام بالادعاء والانتماء فقط بدون تحقيق لحقيقة الإسلام.

عباد الله، إن الإسلام منذ بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم وهو محارب من قبل أعدائه: ﴿وَعَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡۖ وَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا سَٰحِرٞ كَذَّابٌ ٤ أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ ٥ وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (82).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2621)، والنسائي رقم (463)، وابن ماجه رقم (1079).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).

([5])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([6])  أخرجه: مسلم رقم (8).