×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ ٦ ا مَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡأٓخِرَةِ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا ٱخۡتِلَٰقٌ ٧ أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ ٨ أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ ٩ أَمۡ لَهُم مُّلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ فَلۡيَرۡتَقُواْ فِي ٱلۡأَسۡبَٰبِ ١٠ [ص: 4- 10]، وكذلك حاولوا بشتى الوسائل أن يقضوا على هذا الدين، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضايقوه وأصحابه في مكة غاية المضايقة، وعذبوهم لأجل أن يرتدوا عن دينهم فلم يستطيعوا، ثم حاولوا منع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الهجرة على إخوانهم الأنصار في المدينة فلم يستطيعوا.

شنوا الحروب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر وفي أحد وفي الأحزاب وفي حنين وفي غيرها، فنصره الله عليهم وخذلهم الله سبحانه وتعالى، قالوا يوم بدر: ﴿إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ [الأنفال: 49]، وقالوا في الأحزاب: ﴿مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا [الأحزاب: 12]، وقالوا في غزوة تبوك، أيحسبون جلاد بني الأصفر مثل جلاد العرب، كأننا بهم يؤتي بهم مقرنين في الأصفاد. كل هذا قالوه في الإسلام والصد عنه، ونصر الله دينه وأظهر دينه على الأديان كلها.

إن الإسلام يا عباد الله هو دين جميع الرسل الإسلام بمعنى إفراد الله بالعبادة، عبادة الله في كل وقت بما شرعه وإن اختلفت شرائع الرسل، فإنها كلها إسلام وعبادة له عز وجل، ولما بعث محمد صلى الله عليه وسلم صار الإسلام هو ما جاء به ونسخ الله به الأديان السابقة، قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ 


الشرح