×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [الأعراف: 158]، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ([1])، فليس هناك إسلام إلا ما جاء به هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بعثته نسخت جميع الأديان السابقة مع ما دخلها من التحريف والتبديل، فالذين يقولون أن الأديان ثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلام هذا كذب وافتراء على الله سبحانه وتعالى فليس هناك إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم ولن ينجو أحد من النار إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فليتق الله مسلم أن يقول مثل هذه المقالة الشنيعة التي تقتضي الردة عن الإسلام؛ لأنه جعل أديان الكفر مساويةً لدين الإسلام، نسأل الله العافية والسلامة، فاتقوا الله عباد الله، حافظوا على دينكم وعلى إسلامكم إن هذا الإسلام منصور من عند الله عز وجل ولكن أنتم إن تمسكتم به نجوتهم وصرتم من أهله، وإن تركتموه فإن الله سيبدلكم بغيركم ممن يقوم بهذا الدين: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة: 54]، لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم المنافقون والذين في قلوبهم مرض وارتد كثير من العرب ارتدوا عن دين الإسلام، فقام أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من إخوانه المهاجرين والأنصار فقاتلوا أهل الردة حتى أبطلوا كيدهم وثبت الله بهم هذا الدين وتحقق قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (153).