×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الوقوع في هذه الجريمة من النظر ومن اللمس والمباشرة إذا لم كين قادرًا على حبس شهوته فالشاب والقوي والذي لا يأمن نفسه من أن يقع في الجماع في نهار رمضان يتجنب أسباب الجماع إلى الليل فهذه جمل من أمهات المفطرات في رمضان فعلى المسلم أن يعرفها وأن يتجنبها واعلموا -رحمكم الله- أن الصيام عبادة عظيمة تحترم رمضان وتصان وتعظم فإن الصيام كما قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 183] فجعل الصيام سببًا لتقوى الله سبحانه وتعالى لأنه يكسر الشهوة ويضعف القوة، ويجعل العبد خائفًا من ربه عز وجل متقربًا إليه، والصيام سبب لتقوى الله والتقوى هي تجنب ما حرم الله وفعل ما أوجب الله طمعًا في ثوابه وخوفًا من عقابه سميت تقوى لأنها تقي من عذاب الله فالصيام يسبب التقوى والصيام اختصه الله لنفسه من بين سائر الأعمال تشريفًا له قال الله جل وعلى في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال: «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ -يعني الرائحة التي تخرج من فم الصائم أثناء الصيام- أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»  ([1])، لأنها رائحة ناشئة عن طاعة الله وأثر من آثار طاعة الله فهي محبوبة إلى الله عز وجل، ومن فضائل الصيام أن الله خص الصائمين بباب من أبواب الجنة يدخلون منه، لا يدخل منه غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، باب يقال له الريان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم فإذا دخلوا أغلق، فهذا يدل


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).