×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

أفطر فلا يتقدم طلوع الفجر بصيام ولا يتأخر عن غروب الشمس بل يتقيد بالتحديد الذي حدده الله جل وعلا في هذه الآية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم عند طلوع الفجر ويفطر عند غروب الشمس في الغالب إلا أن يواصل صلى الله عليه وسلم الصيام، والنبي صلى الله عليه وسلم حث على ذلك حث على تأخير السحور وحث على تعجيل الفطر فقال: «أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَيْهِ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا»  ([1])، ولكن كيف نعرف طلوع الفجر وغروب الشمس؟ نعرف ذلك بالمشاهدة. فمن كان يمكنه مشاهدة طلوع الفجر ومشاهدة غروب الشمس فإنه يبني على ما يرى ببصره يبني على رؤيته وهذا إذا كان بمكان خال من الأنوار أو بمكان مرتفع فإنه بإمكانه أن يشاهد طلوع الفجر وأن يشاهد غروب الشمس فيعمل برؤيته وكل من رأى هاتين العلامتين فإنه يتقيد بهما، أما الذي لا يرى طلوع الفجر ولا غروب الشمس لكونه داخل الأنوار والكهرباء التي قد نورت الآفاق الآن أو كان في داخل غرفة ولا يرى طلوع الفجر ولا غروب الشمس فهذا يعتمد على أذان المؤذنين فإذا أذن الفجر فإنه يمسك وإذا أذن المغرب فإنه يفطر ومن هنا يجب على المؤمنين أن يتقيدوا بالتوقيت فلا يتقدموا على الوقت ولا يتأخروا عنه لأن الناس يقلدونهم ويعملون بأذانهم من صلاة وصيام فعليهم أن يتقوا الله وأن يتقيدوا بالتوقيت لا يزيدون ولا ينقصون منه ولو قدر أن أحدًا منهم تأخر فإنه لا يؤذن لئلا يغر الناس ويكفي أذان الآخرين يكفي أذان المؤذنين المجاورين له فإذا تأخر أو انشغل فإنه لا يؤذن لئلا يغر الناس فيبنون على أذانه أو يشككهم ويوهمهم، ظهر الآن فرقة من المتعالين ومن الجهلة يشككون الناس في


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (700)، وابن خزيمة رقم (2062)، وأحمد رقم (7241).