×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 فإنَّ سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم واضحة وعليها عمل المسلمين وهذا أرفق بالناس وأسبق إلى العبادة فيجب عليهم أن يتنبهوا لهذا الأمر ويجب علي جماعة المسجد إذا رأوا من إمام أنه يتلاعب بالوقت أن يناصحوه فإن أبي فإنهم يرفعون بشأنه إلى الجهة المسؤولة عن المساجد إما بأن تلزمه أو بأن تعزله وتجعل بدله من يصلي بالناس مع المسلمين ولا يشذ ولا يختلف عن المسلمين فإن هذا أمر مهم.

وكذلك الصيام، الصيام موقت صيام الفرض شهر رمضان مؤقت بما بين الهلالين، قال صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»  ([1])، وفي رواية: «فَأَكْمِلُوا ثَلاَثِينَ يَوْمًا»  ([2])، وأما الصوم اليومي فهو مؤقت بما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، قال تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ  [البقرة: 187]، وعند هذه النقطة أيضًا فإن بعض المتعالين أصبحوا يشككون الناس في بداية صيامهم عند طلوع الفجر فيأكلون ويشربون إلى أن تطيب أنفسهم متأخرين عن أول الوقت فلا يلتزموا ويمسكوا عن الطعام والشراب إلا بعد أن يمضي وقت على طلوع الفجر فيكونون قد أكلوا وشربوا في النهار وربما جامعوا نساءهم في النهار وهذا أمر خطير فيجب التنبه لهذا الأمر وترك المغالطات والآراء الشاذة والأقوال المخالفة للسنة والمخالفة لما عليه الأمة والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشذوذ ونهى عن الاختلاف في هذا الأمر


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1801)، ومسلم رقم (1018).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (688)، والنسائي رقم (2130).