مقالاتهم الشنيعة التي تنقصوا بها رب العزة والجلال وهم ينتسبون إلى اتباع
الرسل وإلى الكتب المنزلة وهم يكفرون بالله هذا الكفر الشنيع الذي ما كفره عبدة
الأوثان بل زادوا في كفرهم على كفر عبدة الأوثان وهم أهل كتاب وأهل علم، ولمَّا
بعث محمد صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الله وهم يعلمون أنه رسول الله وأنه مرسل
إلى الناس كافةً عند ذلك جحدوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حسدًا وتكبرًا لا عن
جهل وإنما عن علم﴿ٱلَّذِينَ
ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ
وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 146] ﴿قَدۡ
نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا
يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33].
فالذي حملهم على الكفر
بمحمد صلى الله عليه وسلم هو الحسد والعناد والتكبر لا يجهلون أنه رسول الله بل
يعلمون ذلك بما عندهم من التوراة والإنجيل وما بشرت به الأنبياء من بعثة محمد صلى
الله عليه وسلم لكن حملهم الكبر وحملهم الحسد وحملهم الحقد فكفروا بالله عز وجل،
استبدلوا الكفر بالإيمان واستبدلوا النار بالجنة والضلالة بالهدى والعياذ بالله
فهم يضرون أنفسهم ولا يضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يضرون المسلمين فما
زال الرسول صلى الله عليه وسلم في عز وفي رفعة وما زال المسلمون كذلك ما تمسكوا
بدينهم فلم يضروهم لأن الله معهم ومن كان الله معه فإنه منصور وإن ابتلي وجرى عليه
ما يجري من الابتلاء والامتحان إلا أن العاقبة والنصر للمتقين، فما فعله اليهود
والنصارى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام ليس بغريب، فقد آذوا
أنبياءهم آذوا موسى من قبل، قال الله ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ
ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ
وَجِيهٗا﴾
[الأحزاب: 69] وقالوا لموسى ﴿فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا
قَٰعِدُونَ﴾
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد